الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
: قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: - "القلس حدث". قلت: رواه الدارقطني [ص 57] في "سننه" من حديث سوار بن مصعب عن زيد بن علي عن أبيه عن جده، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "القلس حديث" انتهى. قال الدارقطني: لم يروه عن زيد بن علي غير سوار بن مصعب، وهو متروك، انتهى. - الحديث العشرون: قال عليه السلام: - "ليس في القطرة والقطرتين من الدم وضوء إلا أن يكون سائلًا،قلت: رواه الدارقطني أيضًا من حديث الحسن بن علي الرزاز عن محمد بن الفضل عن أبيه عن ميمون بن مهران عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: إلى آخره، سواء قال: وخالفه حجاج بن نصير، فرواه عن محمد بن الفضل بن عطية حدثني أبي عن ميمون بن مهران عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه. سواء قال: وحجاج بن نصير ضعيف. ومحمد بن الفضل بن عطية أيضًا ضعيف. قوله: روي عن علي رضي اللّه عنه أنه قال: حين عدَّ الإحداث أو دسعة تملأ الفم، قلت: غريب، وأخرج البيهقي في "الخلافيات" عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "يعاد الوضوء من سبع: من إقطار البول. والدم السائل. والقيء. ومن دسعة تملأ الفم. ونوم المضجع. وقهقهة الرجل في الصلاة. وخروج الدم"، انتهى. وضعف، فإن فيه سهل بن عفان. والجارود بن يزيد وهما ضعيفان - الحديث الحادي والعشرون: قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: - "لا وضوء على من نام قاعدًا. أو راكعًا. أو ساجدًا. إنما الوضوء على من نام مضطجعًا، فإنه إذا نام مضطجعًا استرخت مفاصله" قلت: غريب بهذا اللفظ. وروى أبو داود [ص 30 في "باب الوضوء من النوم".] والترمذي [ص 80، واللفظ له وأحمد: ص 256 مختصرًا] من حديث أبي خالد الدالاني عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أنه رأى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نام وهو ساجد حتى غط أو نفخ، ثم قام يصلي، فقلت: يا رسول اللّه إنك قد نمت؟ قال: "إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعًا، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله" انتهى. ورواه أحمد في "مسنده". والطبراني في "معجمه". وابن أبي شيبة في "مصنفه" والدارقطني [ص 58] في "سننه" وقال: تفرد به أبو خالد الدالاني عن قتادة، ولا يصح، ورواه البيهقي [ص 121] في "سننه"، ولفظ فيه "لا يجب الوضوء على من نام جالسًا أو قائمًا أو ساجدًا حتى يضع جنبيه، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله". وقال: تفرد بن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، انتهى. قال الترمذي [ص 81]: وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس، قوله: ولم يذكر فيه أبا العالية، ولم يرفعه، انتهى. وقال أبو داود [أي في "سننه".]: وقوله: "إنما الوضوء على من نام مضطجعًا" منكر لم يروه إلا يزيد الدالاني عن قتادة وروى أوَّله جماعة عن ابن عباس لم يذكروا شيئًا من هذا، وذكر ما يدل على أن قتادة لم يسمع هذا الحديث من أبي العالية، مع أنه قال "في كتاب السنة" [قلت: لم أجده] في حديث: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى": إن قتادة لم يسمع من أبي العالية إلا ثلاثة أحاديث، وقال في موضع [أي في الطهارة في "باب الوضوء من النوم" 30 في هذا الحديث] آخر: قال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث [وزاد البيهقي حديثين آخريين أيضًا، راجع ص 121 - ج 1.] حديث يونس بن متى. وحديث ابن عمر في "الصلاة". وحديث "القضاة ثلاثة". وحديث ابن عباس "شهد عندي رجال مرضيون"، فتحرر من هذا كله أن الحديث منقطع، وقال ابن حبان: كان يزيد الدالاتي كثير الخطأ فاحش الوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا تفرد عنهم بالمعضلات؟! وقال أحمد، والنسائي، وابن معين: لا بأس به، وقال الترمذي في "العلل": سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس، قوله: ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد الدالاتي سماعًا من قتادة [ذكر صاحب الكمال أنه سمع عن قتادة "الجوهر النفي". وقال: وصحح ابن جرير هذا الحديث، واستدل به على مذهبه، وقال: الدالاتي لا ندفعه عن العدالة والديانة] وأبو خالد صدوق لكنه يَهِمُ في الشيء، انتهى. وكان هذا على مذهبه في اشتراطه في الاتصال السماع، ولو مرة. وقال ابن عدي: أبو خالد الدالاتي لين الحديث، ومع لينه أنه يكتب حديثه. وقد تابعه على روايته مهدي بن هلال، ثم أسند عن مهدي بن هلال، ثنا يعقوب بن عطاء بن أبي رباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "ليس على من نام قائمًا أو قاعدًا وضوء حتى يضطجع جنبه إلى الارض". وأخرج ابن عدي أيضًا، ثم البيهقي [ص 120 - ج 1] من جهته عن بحر بن كنيز [كنيز: "بنون. وزاء معجمة".] السقا عن ميمون الخياط عن أبي عياض عن حذيفة بن اليمان، قال: كنت في مسجد المدينة جالسًا أخفق فاحتضني رجل من خلفي، فالتفت فإذا أنا بالنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول اللّه هل وجب عليَّ وضوء؟ قال: "لا، حتى يضع جنبك". قال البيهقي: تفرد به بحر بن كنيز السقا: وهو ضعيف لا يحتج بروايته، انتهى. واستدل من زعم أن قليل النوم وكثيره ناقض، وعلى أي هيئة كانت بأحاديث: منها ما أخرجه أبو داود [في" باب الوضوء من النوم" ص 3 - ج 1، والبيهقي: ص 118. ولم أجده في "ابن ماجه".] وابن ماجه عن بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذة "بمعجمة" عن علي بن أبي طالب عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "وكاء السه العينان، فمن نام فليتوضأ"، وأعلَّ بوجهين: أحدهما: أن بقية. والوضين فيهما مقال، قاله المنذري. ونازعه بن دقيق العيد فيهما قال: وبقية قد وثقه بعضهم، وسأل أبو زرعة: عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوضين بن عطاء، فقال: ثقة. وقال ابن عدي: ما أرى بأحاديثه بأسًا. والثاني: الانقطاع، فذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة في "كتاب العلل" [ص 47] وفي "كتاب المراسيل" أن ابن عائذ عن عليٍّ مرسل [أي لم يسمع عنه] وزاد في "العلل" أنه سأل أباه. وأبا زرعة عن هذا الحديث، فقالا: ليس بقوي. وقال النووي في "الخلاصة": إسناده حسن [وحسنه المنذري. وابن الصلاح، كذا في "النيل".]. - حديث آخر أخرجه البيهقي [في "باب الوضوء من النوم" ص 118 - ج 1، وأخرجه الدارمي: ص 98.] عن بقية أيضًا عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن معاوية عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: العين وكاء سه، فإذا نامت العين [وفي نسخة "العينان".] استطلق الوكاء، ورواه الطبراني في "معجمه" وزاد: فمن نام فليتوضأ. وأعلَّ أيضًا بوجهين: أحدهما: الكلام في أبي بكرة بن أبي مريم، قال أبو حاتم [في "العلل" ص 17.] وأبو زرعة: ليس بالقوي. والثاني: أن مروان بن جناح رواه عن عطية بن قيس عن معاوية موقوفًا، هكذا رواه ابن عدي، وقال: مروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم، انتهى. - حديث آخر: أخرجه الدارقطني في "كتاب العلل" عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال: "وجب الوضوء على كل نائم إلا من خفق برأسه خفقة أو خفقتين" انتهى. وقال: الصحيح عن ابن عباس [أخرجه البيهقي ص 119 موقوفًا.] من قوله، انتهى.واستدل من زعم أن قليله وكثيره غير ناقض بما أخرجه البخاري [وبما أخرجه أحمد في "مسنده" ص 26 - ج 1 عن عبد اللّه أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان ينام مستقيمًا حتى ينفخ، ثم يقوم ويصلي ولا يتوضأ.]. ومسلم في "الصحيحين" عن ابن عباس، قال: "نمت عند خالتي ميمونة فقام النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من الليل، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى ولم يتوضأ" الحديث بطوله، ذكره البخاري [في "باب الدعاء إذا انتبه من الليل" ص 934] في "الدعوات" ومسلم [في "صلاة النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ودعائه بالليل" ص 260.] في التهجد" فإن قيل: إن هذا مخصوص بالنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لأنه كان محفوظًا، قلنا: فقد أخرج مسلم [في "باب نوم الجالس، لا ينقض الوضوء" ص 163 - ج 1] عن خالد بن الحارث عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: "كان أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ينامون، ثم يصلون ولا يتوضئون: انتهى. وحمل هذا على نوم الجالس. ويؤيده لفظ أبي داود [في "باب الوضوء من النوم" ص 48] وفيه قال: "كان أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون، ولا يتوضئون" قال: لقد رأيت أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهما غطيطًا، ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون، انتهى. قال ابن المبارك "يعني وهم جلوس" قال البيهقي [ص 120] وعلى ذلك حمله الشافعي، لأن اللفظ محتمل، والحاجة إلى هذا التأويل هنا أشد لذكر الغطيط، انتهى. إذ لا يخفق برأسه إلا من نام جالسًا. قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" وهذا يرده ما رواه البزار في "مسنده" من حديث عبد الأعلى عن شعبة عن قتادة عن أنس، قال: كان أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ينتظرون الصلاة، فيضعون جنوبهم، فمنهم من ينام، ثم يقوم إلى الصلاة، قال: وهذا كما ترى صحيح من رواية إمام عن شعبة. وقال قاسم بن أصبغ [أخرجه ابن حزم في "المحلى" ص 224 - ج 11 من حديث قاسم بن الأصبغ ثنا محمد بن عبد السلام الخشي ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى، إلخ]: ثنا محمد بن [وفي الجوهر" ص 120 - ج 1: محمد بن عبد الرحيم الخشي ثنا محمد بن بشار، والصواب: محمد بن عبد السلام الخشي، راجع له "تذكرة الحفاظ" ص 200 - ج 2] عبد السلام الخشي ثنا محمد بن يسار [أصل الحديث في الترمذي في "باب الوضوء من النوم" ص 80 من طريق ابن بشار، وليس فيه ذكر الجنوب، واللّه أعلم، وكذا عند الدارقطني: ص 48 بلفظ: كنا نأتي مسجد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فننام فلا نحدث لذلك وضوءًا، وقال: صحيح، اهـ.] ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا شعبة به، قال: وهذا كما ترى صحيح من رواية إمام عن شعبة، واستدل على أن النعاس غير ناقض بما في "الصحيحين" [هذا اللفظ لم أجده في البخاري، إنما هو في مسلم: ص 261 - ج 1] عن ابن عباس أنه ذكر قيامه، خلف رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في صلاة الليل، وفيه قال: "فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني" الحديث. - الحديث الثاني والعشرون: قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "ألا من ضحك منكم قهقهة فليعد الصلاة والوضوء جميعًا" قلت: فيه أحاديث مسندة، وأحاديث مرسلة. أما المسندة فرويت من حديث أبي موسى الأشعري. وأبي هريرة. وعبد اللّه بن عمر. وأنس بن مالك. وجابر بن عبد اللّه. وعمران بن الحصين. وأبي المليح. - أما حديث أبي موسى، فرواه الطبراني [قال الهيثمي في "الزوائد" ص 246: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه محمد بن عبد الملك الدقيقي، وبقية رجاله موثقون، اهـ. وقال في ص 82 - ج 2: رجاله موثقون، وفي بعضهم خلاف اهـ، قلت: محمد بن عبد الملك، قال النسائي: ثقة، وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبيّ، وسئل أبيّ عنه فقال: صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مسلمة ثقة قال الخضرمي: ثقة، قال الدارقطني: وقال أبو داود: ولم يكن بمحكم العقل "تهذيب" ص 317 - ج 9، وثقه مطين. والدارقطني "ميزان".] في "معجمه" حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا محمد [هو محمد بن موسى بن أبي نعيم صدوق، لكن طرحه ابن معين "تقريب"] بن أبي نعيم الواسطي ثنا مهدي بن ميمون ثنا هشام [مدلس من الثالثة] بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن أبي موسى، قال: "بينما رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي بالناس إذ دخل رجل فتردى في حفرة كانت في المسجد، - وكان في بصره ضرر - فضحك كثير من القوم وهم في الصلاة، فأمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من ضحك أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة" انتهى. - وأما حديث أبي هريرة، فأخرجه الدارقطني [ص 60] في "سننه" عن عبد العزيز بن الحصين عن عبد الكريم بن أبي أمية عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "إذا قهقه أعاد الوضوء والصلاة"، انتهى. قال: وعبد العزيز ضعيف، وعبد الكريم متروك مع ما يقال فيه من الانقطاع بين الحسن. وأبي هريرة، وأنه لم يسمع منه، انتهى. قال ابن عدي: والبلاء في هذا الإسناد من عبد العزيز. وعبد الكريم، وهما ضعيفان انتهى. - وأما حديث ابن عمر، فرواه ابن عدي في "الكامل" من حديث بقية ثنا أبي ثنا عمرو بن قيس السكوني عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "من ضحك في الصلاة قهقهة فليعد الوضوء والصلاة". قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية": هذا حديث لا يصح، فإن بقية من عادته التدليس، وكأنه سمعه من بعض الضعفاء، فحذف اسمه، وهذا فيه نظر، لأن بقية صرح فيه بالتحديث، والمدلس إذا صرح بالتحديث - وكان صدوقًا - زالت تهمة التدليس، وبقية من هذا القبيل، قال ابن عدي: وبعضهم يقول فيه عمر بن قيس، وإنما هو عمرو انتهى. - وأما حديث أنس، فأخرجه الدارقطني [ص 60] عن داود بن المحبر عن أيوب بن خوط عن قتادة عن أنس، قال: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي بنا، فجاء رجل ضرير البصر يمثل الأول، ثم قال داود بن المحبر: متروك الحديث، وأيوب ضعيف، والصواب من ذلك قول من رواه عن قتادة عن أبي العالية مرسلًا، ثم أخرجه عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن أنس. وأبي العالية أن أعمى تردى فذكره، وقال: لم يروه عن سلام غير عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك يضع الأحاديث [في الدارقطني: ص 59 هو متروك الحديث" بدون ذكر الوضع]، ثم أخرجه عن سفيان بن محمد الفزاري عن عبد اللّه بن وهب عن يونس عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن الحسن عن أنس نحوه، وقال: وسفيان هذا سيء الحال، وأحسن حالاته أن يكون وَهَمَ على ابن وهب إن لم يكن تعمده [عبارة الدارقطني هكذا: "إن لم يكن تعمد في قوله: عن الحسن عن أنس".] أعني قوله فيه: عن أنس" فقد رواه غير واحد عن ابن وهب: منهم خالد بن خداش. وموهب بن يزيد. واحمد بن عبد الرحمن بن وهب. وغيرهم، لم يذكر فيه أحد منهم أنس بن مالك، بل أرسلوه عن الحسن، ثم أخرج أحاديثهم، ثم أخرج عن الزهري [ص 61] أنه قال: لا وضوء في القهقهة. قال: فلو كان هذا صحيحًا عند الوهري لما أفتى بخلافه. انتهى. وله طريق آخر رواه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" فقال: حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثني أبو عمرو محمد بن عمرو بن شهاب بن طارق الأصبهاني ثنا أبو جعفر أحمد بن فورك ثنا عبيد اللّه بن أحمد الأشعري ثنا عمار بن يزيد البصري ثنا موسى بن هلال ثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "من قهقه في الصلاة قهقهة شديدة فعليه الوضوء والصلاة"، انتهى. - وأما حديث جابر، فأخرجه الدارقطني [ص 63] أيضًا عن محمد بن يزيد بن سنان ثنا أبي [في نسخة بدون "أبي"] ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال: قال لنا رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "من ضحك منكم في صلاته فليتوضأ ثم ليعد الصلاة"، انتهى، ثم قال: يزيد بن سنان ضعيف، ويكنى بأبي فرواه الرهاوي، وابنه ضعيف أيضًا، وقد وهم في هذا الحديث في موضعين: أحدهما: في رفعه إياه. والآخر: في لفظه، والصحيح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر من قوله: "من ضحك في الصلاة أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء" كذلك رواه عن الأعمش جماعة من الرفعة الثقات: منهم سفيان الثوري. وأبو معاوية الضرير. ووكيع. وعبد اللّه بن داود الخريبي [وفي "س" الحريثي.] وعمر بن علي المقدمي. وغيرهم، وكذلك رواه شعبة. وابن جريج عن يزيد أبي خالد عن أبي سفيان عن جابر. ثم أخرج أحاديثهم عن جابر، أنه قال: "من ضحك في الصلاة أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء" وزاد في لفظ: إنما كان لهم ذلك حين ضحكوا خلف رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ. - وأما حديث عمران بن الحصين، فأخرجه الدارقطني [ص 60] عن إسماعيل بن عياش عن عمر [وفي نسخة "عمرو".] بن قيس اللائي عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين، قال: سمعت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقول: "من ضحك في الصلاة قرقرة فليعد الوضوء والصلاة" قال: وعمر بن قيس المكي المعروف "بسندل" ضعيف ذاهب الحديث. وعمرو بن عبيد، قيل فيه: إنه كذاب. وأخرجه البيهقي عن عبد الرحمن بن سلام عن عمر بن قيس به، ولابن عدي فيه طريق آخر أخرجه عن بقية عن محمد الخزاعي عن الحسن عن عمران بن الحصين أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال لرجل ضحك في الصلاة: "أعد وضوءك" انتهى. قال: ومحمد الخزاعي من مجهولي مشايخ بقية. قال: ويروى عن محمد بن راشد عن الحسن، وابن راشد مجهول، انتهى. - وأما حديث أبي المليح، فأخرجه الدارقطني [النقطة من الدارقطني: ص 59، وفيه بعض التقديم والتأخير] أيضًا من حديث محمد بن إسحاق حدثني الحسن بن دينار عن الحسن البصري عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه، قال: بينا نحن نصلي خلف رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذ أقبل رجل ضرير البصر - باللفظ الأول - قال ابن إسحاق: وحدثني الحسن بن عمارة عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن أبيه، مثل ذلك، قال الدارقطني: والحسن بن دينار. وابن عمارة ضعيفان، وكلاهما أخطأ في الإسناد [عبارة الدارقطني هكذا: في هذين الإسنادين]، وإنما رواه الحسن البصري عن حفص بن سليمان المنقري عن أبي العالية مرسلًا، وكان الحسن كثيرًا ما يرويه مرسلًا عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأما قول الحسن بن عمارة عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن أبيه فوهم قبيح، وإنما رواه خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن أبي العالية عن النبي مرسلًا، رواه عنه كذلك سفيان الثوري. وهشيم. ووهب. وحماد بن سلمة. وغيرهم، وقد اضطرب ابن إسحاق في روايته "عن الحسن بن دينار" هذا الحديث [لهذا الحديث" كما في الدارقطني] عن الحسن البصري، ومرة رواه عنه عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه، وقتادة إنما رواه عن أبي العالية مرسلًا كذلك، رواه عنه سعيد بن أبي عروبة. ومسلم بن أبي الذيال. ومعمر. وأبو عوانة. وسعيد بن بشير. وغيرهم، ثم ذكر أحاديثهم الخمسة، ثم قال: فهؤلاء خمسة ثقات رووه عن قتادة عن أبي العالية مرسلًا. وأيوب بن خوط. وداود بن المحبر. وعبد الرحمن بن جبلة. والحسن بن دينار، كلهم متروكون ليس فيهم من يجوز الاحتجاج به، لو لم يكن له مخالف، فكيف! وقد خالف كل واحد منهم خمسة ثقات من أصحاب قتادة، ثم أسند عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه، فذكره، وفيه: "فضحك ناس من خلفه"، وقال: الحسن بن دينار متروك الحديث. وحديثه هذا بعيد من الصواب. ولا نعلم أحدًا تابعه عليه، انتهى. وأما المراسيل فهي أربعة: أشهرها مرسل أبي العالية. والثاني: مرسل معبد الجهني. والثالث: مرسل إبراهيم النخعي. والرابع: مرسل الحسن. - أما مرسل أبي العالية، فله وجهان: أحدهما: روايته عن نفسه مرسلًا، وهو الصحيح، جاء ذلك من جهة قتادة. وحفصة بنت سيرين. وأبي هاشم الزماني [وفي نسخة: "الرماني" بالمهملة] فأما حديث أبي قتادة فمن رواية معمر. وأبي عوانة. وسعيد بن أبي عروبة. وسعيد بن بشير، فحديث معمر رواه عبد الرزاق في "مصنفه" عن قتادة عن أبي العالية الرياحي أن أعمى تردَّى في بئر، والنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي بأصحابه. فضحك بعض من كان يصلي مع النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فأمر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من كان ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة. وأخرجه الدارقطني من طريق عبد الرزاق بسنده، وعبد الرزاق، فمن فوقه من رجال الصحيحين. وبقية الروايات عن قتادة أخرجها الدارقطني أيضًا. وأما حديث حفصة، فمن جهة خالد الحذاء. وأيوب السختياني. وهشام بن حسان. ومطر الوراق. وحفص بن سليمان، أخرجها كلها الدارقطني. وأما حديث أبي هاشم الزماني، فمن جهة شريك. ومنصور أخرجهما الدارقطني، وأخرجه ابن أبي شيبة من جهة شريك فقط. وأبو داود رواه في مراسيله. - الوجه الثاني روايته مرسلًا عن غيره، رواه الدارقطني من جهة خالد بن عبد اللّه الواسطي عن هشام بن حسان عن حفصة عن أبي العالية عن رجل من الأنصار أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يصلي، فمر رجل في بصره سوء، فتردى في بئر، فضحك طوائف من القوم، فأمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من كان ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. قال الدارقطني: هكذا رواه خالد، ولم يسم الرجل، ولا ذكر أله صحبة أم لا؟ ولم يصنع خالد شيئًا. وقد خالفه خمسة: إثنان ثقات حفاظ، وقولهم أولى بالصواب، انتهى. ولقائل أن يقول: زيادة خالد - هذا الرجل الأنصاري - زيادة عدل لا يعارضها نقض من نقضها، ثم أسند الدارقطني [بسند فيه عن رجل لم يسم.] عن عاصم، قال: قال ابن سيرين: لا تاخذوا بمراسيل الحسن. ولا أبي العالية، وما حدثتموني قفلا تحدثوني عن رجلين من أهل البصرة عن أبي العالية. والحسن. فإنهما كانا لا يباليان عمن أخذا حديثهما. وأسند عن ابن عون، قال: قال محمد بن سيرين: أربعة يصدقون من حدثهم، فلا يبالون ممن يسمعون: الحسن، وأبو العالية. وحميد بن هلال، ولم يذكر الرابع. وذكره [لم أجد هذا القدر في الدارقطني.] غيره، سماه "أنس بن سيرين". - وأما مرسل معبد الجهني، فأخرجه الدارقطني عن الإمام أبي حنيفة عن منصور بن زاذان الواسطي عن الحسن عن معبد الحهني عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال: بينا هو في الصلاة أذ أقبل أعمى يريد الصلاة، فوقع في زبية، فاستضحك القوم حتى قهقهوا، فلما انصرف النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصلاة". قال الدارقطني: وَهَم أبو حنيفة فيه على منصور، وإنما رواه منصور عن محمد بن سيرين عن معبد، ومعبد [قال ابن الهمام في "الفتح" ص 35 - ج 1: وفيه نظر، وأن معبدًا الذي لا صحبة له، هو "معبد البصري الجهني" الذي كان الحسن يقول فيه: إياكم ومعبدًا فإنه ضال مضل، ومعبد هذا هو الخزاعي، كما هو مصرح في "مسند أبي حنيفة"، ولا شك في صحبته، ذكره ابن مندة. وأبو نعيم في "الصحابة".] هذا لا صحبة له. ويقال: إنه أول من تكلم في القدر من التابعين حدث به منصور عن ابن سيرين غيلان بن جامع. وهشيم بن بشير، وهما أحفظ من أبي حنيفة للإسناد، ثم أخرجه كذلك، وقال ابن عدي: لم يقل في إسناده: عن معبد إلا أبو حنيفة، وأخطأ فيه، قال لنا ابن حماد "وكان يميل إلى أبي حنيفة": هو معبد بن هوزة، قال: وهذا غلط منه، لأن معبد بن هوزة [وفي نسخة "هودة".] أنصاري، وهذا جهني، انتهى. - وأما مرسل النخعي، فأخرجه الدارقطني عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم، قال: جاء رجل ضرير البصر، والنبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في الصلاة، الحديث، ثم أسند الدارقطني عن علي بن المديني، قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: روى هذا الحديث إبراهيم مرسلًا، فقال: حدثني شريك عن أبي هاشم قال: أنا حدثت به إبراهيم عن أبي العالية قال: فرجع حديث إبراهيم هذا الذي أرسله إلى أبي العالية، لأن أبا هاشم ذكر أنه حدث به عنه، انتهى. وهذا الذي ذكره الدارقطني عن علي بن المديني ذكره ابن عدي في "الكامل" بحروفه، وأسند ابن عدي [وكذا أسند البيهقي في ص 148.] عن يحيى بن معين أنه قال: مراسيل إبراهيم صحيحة إلا حديث: تاجر البحرين. وحديث القهقه، انتهى. قلت: أما حديث القهقهة فقد عرف. وأما حديث تاجر البحرين، فرواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: جاء رجل فقال: يا رسول اللّه إني رجل تاجر أختلف إلى البحرين، فأمر أن يصلي ركعتين "يعني القصر"، انتهى. (يتبع...) (تابع... 1): - الحديث الثاني والعشرون: قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ:... ... - وأما مرسل الحسن، فأخرجه الدارقطني أيضًا عن يونس عن ابن شهاب عن الحسن فذكره، وعلته رواية ابن أخي ابن شهاب الزهري عن عمه، قال: حدثني سليمان بن أبي أرقم عن الحسن أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أمر من ضحك في الصلاة أن يعيد الوضوء والصلاة، أخرجها الدارقطني، وكذلك رواه الشافعي في "مسنده" أخبرنا الثقة "يعني يحيى بن حسان" عن معمر عن ابن شهاب عن سليمان بن أرقم عن الحسن عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال الشافعي: وهذا لا يقبل، لأنه مرسل، قال ابن دقيق العيد: وإذا آل الأمر إلى توسط سليمان بن أرقم بين ابن شهاب. والحسن. وهو عندهم متروك تعلل، انتهى. ورواه محمد بن الحسن في "كتاب الآثار" أخبرنا أبو حنيفة ثنا منصور بن زاذان عن الحسن البصري، فذكره. وأسند ابن عدي [والدارقطني في "سننه" ص 60 والبيهقي في "الكبرى" ص 147 - ج 1] في "الكامل" عن علي بن المديني، قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي "وكان أعلم الناس بحديث القهقة": إنه كله يدور على أبي العالية، فقلت له: إن الحسن يرويه عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، فقال عبد الرحمن: حدثنا حماد بن زيد عن حفص بن سليمان، قال: أنا حدثت به الحسن عن حفصة عن أبي العالية، قلت له: فقد رواه إبراهيم عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، فقال عبد الرحمن: حدثنا شريك عن أبي هاشم، قال: أنا حدثت به إبراهيم عن أبي العالية، قلت له: فقد رواه الزهري عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، فقال عبد الرحمن: قرأت هذا الحديث في "كتاب ابن أخي الزهري" عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن الحسن، انتهى. وقال البيهقي [ص 147 - ج 1.] في "سننه": قال الإمام أحمد: ولو كان عند الزهري، أو الحسن فيه حديث صحيح لما استجاز القول بخلافه. وقد صح عن قتادة عن الحسن أنه كان لا يرى من الضحك في الصلاة وضوءًا. وعن شعيب بن أبي حمزة. وغيره عن الزهري أنه قال: من الضحك في الصلاة تعاد الصلاة ولا يعاد الوضوء. قال البيهقي: وقد روي هذا الحديث بأسانيد موصولة، إلا أنها ضعيفة. وقد ثبت أحاديثها في "الخلافيات"، انتهى. وقال ابن عدي في "الكامل": وقد روى هذا الحديث الحسن البصري. وقتادة. وإبراهيم النخعي. والزهري مرسلًا، وقد اختلف على كل واحد منهم موصولًا ومرسلًا، ومدار الكل يرجع إلى أبي العالية، والحديث له، وبه يعرف، ومن أجله تكلم الناس فيه، ولكن سائر أحاديثه مستقيمة صالحة، انتهى. وقال الحاكم في "كتاب مناقب الشافعي": قال الشافعي: أخبار أبي العالية الرياحي رياح، قال: وهو إنما أراد بذلك حديث القهقهة فقط، فإنه [هذا كلام غير مستقيم، فإن الظاهر منه أن أبا العالية مرة يرويه عن ابن سيرين، ومرة عن بنت سيرين، وهذا ليس بصحيح، بل الصحيح أن حفصة ترويه عن أبي العالية أن أبا العالية مرة روى عن رجل ومرة أرسل.] يرويه مرة عن محمد بن سيرين. ومرة عن حفصة بنت سيرين ومرة يرسله، فيقول: عن رجل، وأبو العالية. واسمه "رفيع" من ثقات التابعين المجمع على عدالتهم، انتهى. وقال البيهقي في "كتاب المعرفة": وقول الشافعي: أخبار الرياحي رياح يريد به ما يرسله، فاما ما يوصله فهو فيه حجة، انتهى. وقال ابن عدي في "الكامل" في ترجمة الحسن بن زياد: بعد أن نقل عن ابن معين أنه قال فيه: كذوب ليس بشيء، ونقل عن آخرين أنهم رموه بحُبَّ الشباب [أي المرد]، وله حكايات تدل على ذلك، ثم أسند إلى الشافعي أنه ناظر الحسن بن زياد يومًا، فقال له: ما تقول في رجل قذف محصنًا في الصلاة؟ قال: تبطل صلاته، قال: فوضوؤه؟ قال: وضوؤه على حاله، قال: فلو ضحك في الصلاة؟ قال: تبطل صلاته ووضوءه، فقال الشافعي: فيكون الضحك في الصلاة أسوأ حالًا من قذف محصنًا، فأفحمه، انتهى. واستدل على أن حديث القهقهة من الخصائص، بحديث أخرجه الدارقطني عن المسيب بن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال: ليس على من ضحك في الصلاة وضوء، إنما كان لهم ذلك حين ضحكوا خلف رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى. وهذا لا يصح. قال ابن معين: المسيب ليس بشيء، وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وكذلك قال الفلاس. ومما استدل به على أن الضحك غير ناقض للوضوء، حديث أخرجه الدارقطني عن أبي شيبة عن يزيد أبي خالد عن أبي سفيان عن جابر عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "الضحك ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء" انتهى. وأبو شيبة اسمه "إبراهيم بن عثمان"، قال أحمد: منكر الحديث. ويزيد أيضًا قال فيه ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، قال البيهقي: روى هذا أبو شيبة، فرفعه، وهو ضعيف، والصحيح موقوف، انتهى. ومع ضعف هذا الإسناد اضطرب في متنه، فروي بهذا الإسناد "الكلام ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء" أخرجه الدارقطني أيضًا. ومما استدل به على أن التبسم غير مبطل للصلاة، حديث أخرجه الطبراني في "معجمه" وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" والدارقطني في "سننه" عن الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن حدثنا جابر أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يصلي بأصحابه العصر، فتبسم في الصلاة، فلما انصرف قيل له: يا رسول اللّه تبسمت وأنت تصلي؟ فقال: "إنه مرَّ ميكائيل وعى جناحه غبار فضحك إليَّ فتبسمت اليه وهو راجع من طلب القوم"، انتهى، وسكت الدارقطني عنه، والوازع بن نافع ضعيف جدًا، ووجدته في "معجم الطبراني" - جبرئيل - عوض - ميكائيل - . والسهيلي في "الروض الأنف" ذكره من جهة الدارقطني، وتكلم عليه، وبنى كلامه على أنه ميكائيل. ورواه ابن حبان في "كتاب الضعفاء" وأعله بالوازع، وقال: إنه كثير الوهم، فيبطل الاحتجاج به. - حديث آخر أخرجه الطبراني في "معجمه الصغير" عن ثابت بن محمد الزاهد ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال: "لا يقطع الصلاة الكشر، ولكن يقطعها القهقهة"، انتهى، وقال: لم يرفعه عن سفيان إلا ثابت، ثم أخرجه من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري به موقوفًا، ورواه ابن عدي في "الكامل" ولفظه: "ولكن يقطعها القرقرة "، قال ابن عدي: لا أعلمه إلا من رواية ثابت عن الثوري، ولعله كان عنده عن العرزمي عن أبي الزبير، فشبَه عليه، واللّه أعلم. ورواه ابن حبان في "كتاب الضعفاء" من حديث [محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال الدارقطني ص 46 في "حديث طهارة المني": ثقة، في حفظه شيء، قال في ص 89 في "حديث شفع الآذان والإقامة": ضعيف الحديث سيء الحفظ، وقال في ص 273 في "حديث للقارن سعيان" رديء الحفظ كثير الوهم.] محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا: "إذا ضحك الرجل في صلاته فعليه الوضوء والصلاة، وإذا تبسم فلا شيء عليه"، انتهى. -
|