الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وأما الكافر فيقرأ أولًا حسناته وسيآته في ظهر كتابه يراها أهل الموقف فيتعوذون من ذلك فإذا استوفى قراءة الحسنات وجد في آخرها هذه حسناتك قد رددناها عليك وذلك قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان: 23] فيسود وجهه ويعظم كربه ثم يقرأ سيآته فيزداد بلاء على بلاء وينقلب بمزيد خيبة وشقاء ويقول: {ياليتنى لَمْ أُوتَ كتابيه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} [الحاقة: 25، 26] جعلنا الله تعالى ممن يقرأ فيرقى لا ممن يقرأ فيشقى بمنه وكرمه؛ هذا وفسر بعضهم الكتاب بالنفس المنتقشة بآثار الأعمال ونشره وقراءته بظهور ذلك له ولغيره، وبيانه أن ما يصدر عن الإنسان خيرًا أو شرًا يحصل منه في الروح أثر مخصوص وهو خفي ما دامت متعلقة بالبدن مشتغلة بواردات الحواس والقوى فإذا انقطعت علاقتها قامت قيامته لانكشاف الغطاء باتصالها بالعالم العلوي فيظهر في لوح النفس نقش أثر كل ما عمله في عمره وهو معنى الكتابة والقراءة، ولا يخفى أن هذا منزع صوفي حكمي بعيد من الظهور قريب من البطون، وفيه حمل القيامة على القيامة الصغرى وهو خلاف الظاهر أيضًا، والروايات ناطقة بما يفهم من ظاهر الآية نعم ليس فيها نفي انتقاش النفس بآثار الأعمال وظهور ذلك يوم القيامة فلا مانع من القول بالأمرين، ومن هنا قال الإمام: إن الحق أن الأحوال الظاهر التي وردت فيها الروايات حق وصدق لا مرية فيها واحتمال الآية لهذه المعاني الروحانية ظاهر أيضًا والمنهج القويم والصراط المستقيم هو الإقرار بالكل ونعم ما قال غير أن كون ذلك الاحتمال ظاهرًا غير ظاهر، وقال الخفاجي: ليس في هذا ما يخالف النقل وقد حمل عليه ما روى عن قتادة من أنه يقرأ في ذلك اليوم من لم يكن قارئًا ولا وجه لعده مؤيدًا له، وأنت تعلم أن حمل كلام قتادة على ذلك تأويل أيضًا ولعل قتادة وأمثاله من سلف الأمة لا يخطر لهم أمثال هذه التأويلات ببال والكلام العربي كالجمل الأنوف والله تعالى أعلم بحقائق الأمور.وفي كيفية النظم ثلاثة أوجه ذكرها الإمام:الأول: أنه تعالى لما قال: {وَكُلَّ شَىْء فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} [الإسراء: 12] تضمن أن كل ما يحتاج إليه من دلائل التوحيد والنبوة والمعاد قد صار مذكورًا وإذا كان كذلك فقد أزيحت الأعذار وأزيلت العلل فلا جرم كل من ورد عرصة القيامة فقد ألزمناه طائره في عنقه، الثاني: أنه تعالى لما بين أنه سبحانه أوصل إلى الخلق أصناف الأشياء النافعة لهم في الدين والدنيا مثل آيتي الليل والنهار وغيرهما فكأنه كان منعمًا عليهم بوجوه النعم وذلك يقتضي وجوب اشتغالهم بخدمته تعالى وطاعته فلا جرم كل من ورد عرصة القيامة يكون مسئولًا عن أقواله وأعماله، الثالث: أنه تعالى بين أنه ما خلق الخلق إلا لعبادته كما قال {وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فلما شرح أحوال الشمس والقمر والنهار والليل كان إنما خلقت هذه الأشياء لتنتفعوا بها فتصيروا متمكنين من الاشتغال بطاعتي وإذا كان كذلك فكل من ورد عرصة القيامة سيألته هل أتى بتلك الطاعة أو تمرد وعصى اه، وقد يقال وجه الربط أن فيما تقدم شرح حال كتاب الله تعالى المتضمن بيان النافع والضار من الأعمال وفي هذا شح حال كتاب العبد الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من تلك الأعمال إلا أحصاها وحسنه وقبحه تباع للأخذ بما في الكتاب الأول وعدمه فمن أخذ به فقد هدى ومن أعرض عنه فقد غوى. اهـ.
.قال القاسمي: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} أي: جعلناهما، بهيئاتهما وتعاقبهما واختلافهما في الطول والقصر، علامتين تدلان على أن لهما خالقًا حكيمًا {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ} أي: بجعلها مظلمة: {وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} أي: مضيئة لتمييز الأشياء المحسوسة. والإضافة فيهما إما بيانية، أي: الآية التي هي الليل، والآية التي هي النهار. وإما حقيقية. وآية الليل والنهار نيراهما. والمراد بمحو القمر خلقه مطموس النور في نفسه. أو نقص ما استفاده من الشمس شيئًا فشيئًا إلى المحاق. وبجعل الشمس مبصرة إبداعها مضيئة بالذات، ذات أشعة تبصر بها الأشياء. فالإسناد في {مبصرة} مجازي إلى السبب العادي، أو تجوز بعلاقة السبب. وقوله تعالى: {لِتَبْتَغُواْ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ} متعلق ب {جعلنا} أي: لتطلبوا في النهار رزقًا منه سبحانه بالانتشار للمعاش والصناعات والأعمال والأسفار {وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} أي: الحساب المتعلق بما في ضمن السنين من الأشهر والليالي والأيام، أو الحساب الجاري في المعاملات، كالبيوع والإجارات، وفي العبادات، أي: لتعرف مضي الآجال المضروبة لذلك؛ إذ لولاه لما علم أحد حسبان الأوقات ولتعطلت الأمور.قال السيوطي في الإكليل: هذه الآية أصل في علم المواقيت والهيئة والتاريخ. وفي الآية لف ونشر غير مرتب. انتهى.وقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ} أي: مما تفتقرون إليه في دينكم ودنياكم: {فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} أي: بيناه في القرآن بيانًا بليغًا لا التباس معه. كقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89]، فظهر كونه هاديًا للتي هي أقوم ظهورًا بينًا.{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} أي: ألزمناه عمله الصادر منه باختياره خيرًا وشرًا، بحيث لا يفارقه أبدًا. بل يلزمه لزوم الطوق في العنق، لا ينفك عنه بحال.قال الطبري: المعنى: وكل إنسان ألزمناه ما قضي أنه عامله، وهو صائر إليه من شقاء أو سعادة بعمله، في عنقه لا يفارقه. وإنما قوله: {أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} مثل لما كانت العرب تتفاءل به أو تتشاءم من سوانح الطير وبوارحها.وذلك أن العرب كانوا إذا أرادوا الإقدام على عمل من الأعمال؛ وأرادوا أن يعرفوا أن ذلك العمل يسوقهم إلى خير أو إلى شر، اعتبروا أحوال الطير: وهو أنه يطير بنفسه أو يحتاج إلى إزعاجه. وإذا طار فهل يطير متيامنًا أو متياسرًا أو صاعدًا إلى الجو، إلى غير ذلك من الأحوال التي كانوا يعتبرونها، ويستدلون بكل واحد منها على أحوال الخير والشر والسعادة والنحوسة، فلما كثر ذلك منهم، سمي الخير والشر بالطائر، تسمية للشيء باسم لازمه.قال الطبري: فأعلمهم جل ثناؤه أن كل إنسان منهم قد ألزمه ربه طائره في عنقه، نحسًا كان ذلك الذي ألزمه من الطائر وشقاء يورده سعيرًا، أو كان سعدًا يورده جنان عدن. وإنما أضيف إلى العنق ولم يضف إلى اليد أو غيرها من أعضاء الجسد، قيل: لأن العنق هو موضع السمات وموضع القلائد والأطوقة وغير ذلك مما يزين أو يشين، فجرى كلام العرب بنسبة الأشياء اللازمة ببني آدم وغيرهم من ذلك، إلى أعناقهم. وكثر استعمالهم ذلك حتى أضافوا الأشياء اللازمة سائر الأبدان إلى الأعناق. كما أضافوا جنايات أعضاء الأبدان إلى اليد، فقالوا: ذلك بما كسبت يداه. وإن كان الذي جر عليه لسانه أو فرجه. فكذلك قوله: {أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ} وحاصله:- كما قاله الرازي- أن قوله: {في عُنُقِهِ} كناية عن اللزوم. كما يقال: جعلت هذا في عنقك أي: قلدتك هذا العمل وألزمتك الاحتفاظ به. ويقال: قلدتك كذا وطوقتك كذا أي: صرفته إليك وألزمته إياك. ومنه قلده السلطان كذا أي: صارت الولاية، في لزومها له، في موضع القلادة ومكان الطوق. ومنه يقال فلان يقلد فلانًا أي: يجعل ذلك الاعتقاد كالقلادة المربوطة على عنقه. وقوله تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ} أي: نظهر له: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي: البعث للجزاء على الأعمال: {كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا} أي: يجده مفتوحًا فيه حسناته وسيئاته. ويقال له:{اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} أي: شهيدًا بما عملت.قال القاشاني: {كِتَابًا} هيكلًا مصورًا يصور أعماله: {يَلْقَاهُ مَنشُورًا} لظهور تلك الهيئات فيه بالفعل مفصلة، لا مطويًا كما كان عند كونها فيه بالقوة. يقال له: {اقْرَأْ كَتَابَكَ} أي: اقرأه قراءة المأمور الممتثل لأمر آمرٍ مطاع يأمره بالقراءة. أو تأمره القوى الملكوتية. سواء كان قارئًا أو غير قارئ؛ لأن الأعمال هناك ممثلة بهيئاتها وصورها، يعرفها كل أحد. لا على سبيل الكتابة بالحروف فلا يعرفها الأميِّ: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} لأن نفسه تشاهد ما فعلته لازمًا إياها، نصب عينها، مفصلًا لا يمكنها الإنكار. اهـ..قال ابن عاشور: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ} عطف على {ويدع الإنسان بالشر} [الإسراء: 11] إلخ.والمناسبة أن جملة {ويدع الإنسان} تتضمن أن الإبطاء تأخير الوعد لا يرفعه وأن الاستعجال لا يجدي صاحبه لأن لكل شيء أجلًا، ولما كان الأجل عبارة عن أزمان كان مشتملًا على ليلٍ ونهارٍ منقضّييَنْ وهذا شائع عند الناس في أن الزمان مُنقض وإن طال.فلما أريد التنبيه على ذلك أدمج فيه ما هو أهم في العبرة بالزمنين وهو كونهما آيتين على وجود الصانع وعظيم القدرة، وكونهما منتين على الناس، وكون الناس ربما كرهوا الليل لظلمته، واستعجلوا انقضاءه بطلوع الصباح في أقوال الشعراء وغيرهم، ثم بزيادة العبرة في أنهما ضدان، وفي كل منهما آثار النعمة المختلفة وهي نعمة السير في النهار.واكتفي بعدِّها عن عدّ نعمة السكون في الليل لظهور ذلك بالمقابلة، وبتلك المقابلة حصلت نعمة العلم بعدد السنين والحساب لأنه لو كان الزمن كله ظلمةً أو كله نورًا لم يحصل التمييز بين أجزائه.وفي هذا بعد ذلك كله إيماء إلى ضرب مثل للكُفر والإيمان، وللضلال والهدى، فلذلك عُقب به قوله: {وآتينا موسى الكتاب} [الإسراء: 2] الآية، وقوله: {إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم} إلى قوله: {أعتدنا لهم عذابًا} [الإسراء: 9 10]، ولذلك عقب بقوله بعده {من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} الآية [الإسراء: 15].وكل هذا الإدماج تزويد للآية بوافر المعاني شأن بلاغة القرآن وإيجازه.وتفريع جملة {فمحونا آية الليل} اعتراض وقع بالفاء بين جملة {وجعلنا الليل والنهار} وبين متعلقة وهو {لتبتغوا}.وإضافة آية إلى الليل وإلى النهار يجوز أن تكون بيانية، أي الآية التي هي الليل، والآية التي هي النهار.ويجوز أن تكون آية الليل الآية الملازمة له وهي القمر، وآية النهار الشمس، فتكون إعادة لفظ {آية} فيهما تنبيهًا على أن المراد بالآية معنى آخر وتكون الإضافة حقيقيّة، ويصير دليلًا آخر على بديع صنع الله تعالى وتذكيرًا بنعمة تكوين هذين الخلقين العظيمين.ويكون معنى المحو أن القمر مطموس لا نور في جرمه ولكنه يكتسب الإنارة بانعكاس شعاع الشمس على كُرَتِهِ، ومعنى كون آية النهار مبصرة أن الشمس جعل ضوؤها سببَ إبصار الناس الأشياء، ف {مبصرة} اسم فاعل أبصر المتعدي، أي جعل غيره باصرًا.وهذا أدق معنى وأعمق في إعجاز القرآن بلاغة وعلمًا فإن هذه حقيقة من علم الهيئة، وما أعيد لفظ {آية} إلا لأجلها. والمحو: الطمس. وأطلق على انعدام النور، لأن النور يُظهر الأشياء والظلمة لا تظهر فيها الأشياءُ، فشبه اختفاء الأشياء بالمحو كما دل عليه قوله في مقابله: {وجعلنا آية النهار مبصرة}، أي جعلنا الظلمة آية وجعلنا سبب الإبصار آية. وأطلق وصف {مبصرة} على النهار على سبيل المجاز العقلي إسنادًا للسبب.وقوله: {لتبتغوا فضلا من ربكم} عِلة لخصوص آية النهار من قوله: {آيتين} وجاء التعليل لحكمة آية النهار خاصةً دون ما يقابلها من حكمة الليل لأن المنة بها أوضح، ولأن من التنبه إليها يحصل التنبه إلى ضدها وهو حكمة السكون في الليل، كما قال: {لتسكنوا فيه والنهار مبصرًا} كما تقدم في سورة [يونس: 67].ثم ذكرت حكمة أخرى حاصلة من كلتا الآيتين.وهي حكمة حساب السنين، وهي في آية الليل أظهر لأن جمهور البشر يضبط الشهور والسنين بالليالي، أي حساب القمر.والحساب يشمل حساب الأيام والشهور والفصول فعطفه على {عدد السنين} من عطف العام على الخاص للتعميم بعد ذكر الخاص اهتمامًا به.وجملة {وكل شيء فصلناه تفصيلا} تذييل لقوله: {وجعلنا الليل والنهار آيتين} باعتبار ما سيق له من الإشارة إلى أن للشر والخير الموعود بهما أجلًا ينتهيان إليه.والمعنى: أن ذلك الأجل محدود في علم الله تعالى لا يعدوه، فلا يقرّبه استعجال ولا يؤخره استبطاء لأن الله قد جعل لكل شيء قدرًا لا إبهام فيه ولا شك عنده:والتفصيل: التبيين والتمييز وهو مشتق من الفصل بمعنى القطع لأن التبيين يقتضي عدم التباس الشيء بغيره.وقد تقدم في قوله تعالى: {كتاب أحكمت آياته ثم فُصلت} صدر [هود: 1].والتفصيل في الأشياء يكون في خلقها، ونظامها، وعلِم الله بها، وإعلامه بها.فالتفصيل الذي في علم الله وفي خلقه ونواميس العوالم عام لكل شيء وهو مقتضى العموم هنا.وأما ما فصله الله للناس من الأحكام والأخبار فذلك بعض الأشياء، ومنه قوله تعالى: يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون [الرعد: 2] وقوله: {قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون} [الأنعام: 97].وذلك بالتبليغ على ألسنة الرسل وبما خلق في الناس من إدراك العقول، ومن جملة ما فصله للناس الإرشاد إلى التوحيد وصالح الأعمال والإنذار على العصيان.وفي هذا تعريض بالتهديد.وانتصب {كل شيء} بفعل مضمر يفسره {فصلناه} لاشتغال المذكور بضمير مفعول المحذوف.{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)}.لما كان سياق الكلام جاريًا في طريق الترغيب في العمل الصالح والتحذير من الكفر والسيئات ابتداء من قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين} إلى قوله تعالى: {عذابًا أليمًا} [الإسراء: 9 10] وما عقبه مما يتعلق بالبشارة والنذارة وما أدمج في خلال ذلك من التذكير ثم بما دل على أن علم الله محيط بكل شيء تفصيلًا، وكان أهم الأشياء في هذا المقام إحاطة علمه بالأعمال كلها، فأعقب ذكر ما فصله الله من الأشياء بالتنبيه على تفصيل أعمال الناس تفصيلًا لا يقبل الشك ولا الإخفاء وهو التفصيل المشابه للتقييد بالكتابة، فعطف قوله: {وكل إنسان} إلخ على قوله: {وكل شيء فصلناه تفصيلًا} [الإسراء: 12] عطف خاص على عام للاهتمام بهذا الخاص.
|